صفية.. حب ينسج جريمة
لم تكن تعلم صفية إن مغامرتها في اختيار زوجها وتحديها للعادات والتقاليد للوصول إلى هدفها السامي الذي اختارته سيكون ذات المبتدأ لاستمرارية ألم وحزن لا يزول.
فصفية التي غامرت ورمت بكل موانع أهلها ورفضهم لزواجها بأحمد، اضطرت أن تهرب من بيت أبيها مع حبيبها أحمد والذي بدوره لم يخنها أو يغدر بها بل ذهب إلى المحكمة وعقد قرانه بها وفق ما تمليه الشريعة السمحاء وأقام حفلة عرس كبيرة في منطقته بمناسبة زفافه.
هروب صفية مع أحمد لم يكن بالأمر الهين لدى والد صفية وإخوانها لكن السنوات التي مرت بعد زفافهما أعادت زروع الحنين لدى صفية وكذلك والدها وهو الأمر الذي اعتبره أقاربهم مدخلاً لكي تنال صفية الصفح من أبيها وهو الأمر الذي نجح وتوفق به الوسطاء من الأقارب، وعادت صفية إلى أحضان أبيها وأحست بحقيقة السماح والعفو منه عما اعتبر إثم أو خطيئة لكنها لم تلمس أو تحس من إخوانها وأختها سلوى ذلك فقد كانت تدرك ضغائن وهجمات العدوان من قبلهم عليها وعلى زوجها، وحركات الإثم للانتقام منها ومن زوجها، وشاءت الأقدار أن ينتقل والدها إلى رحمة الله وبموته ازدادت صفية ألما كونها كانت ترى أنها فقدت حصناً منيعاً تلوذ بحمايته كلما اشتدت هجمات الأعداء .. وبموته كانت الفاجعة فقد عمد أخوا صفيه وأختها على أن يمكثا هي وزوجها في منزل والدهم تحت مبرر استقبال العزاء لكن الحقيقة كانت خلاف ذلك، فبعد مرور ثلاثة أيام من موت أبيهم ، هجم اثنان من إخوة صفية على زوجها أحمد وكتفاه فيما قامت أختهم سلوى بإدخال إبرة طويلة في جنب أحمد وإيصال الإبرة لتلامس الكلى وتحدث فيها ثقوبا وإصابات قاتلة وهو الأمر الذي كان، حيث أدت تلك الوخزات إلى موت أحمد أمام عيني زوجته التي حرصت أن تتمالك قوتها لكن قبل صلاة الفجر بدقائق كان أهل حارتها يفيقون على صرخاتها المؤلمة ويسمعون مضمون الجريمة.